السبت، 9 ديسمبر 2017

كيف أعرف أني مسحور او مصاب بنوع من أنواع السحر او محسود او معيون ؟



  كيف أعرف أني مسحور كيف أعرف أني مسحور ؟
سؤال يطرحه الكثيرين. فما هو السحر؟ وما هي اعراض السحر ؟

 وكيف يكتشف الانسان انه مسحور او مصاب بنوع من أنواع السحر ؟

 بعض المعتقدين بالعلوم المادية ينكرون اي شئ يأتي في جانب الما وراء العلم او المسمي بما وراء الطبيعة, والبعض يطلق عليه الباراسيكولوجي, والميتافيزيقيا. كلها مسميات عن الاشياء والظواهر التي يشعر بها بعض الناس ولا يجدون لها تفسيرا علميا. هي اشياء عرفوها اما بالادراك الحسي, او بالموروث الديني او الشعبي. ونتحدث في هذه المقال عن واحدة من هذه الظواهر والتي تحمل تاريخا كبيرا وقديما جدا, لها ذكرها في الكتب المقدسة عند اهل الديانات المعروفة بالارضية او الوثنية, ولها وذكرا في الكتب المقدسة لاهل الديانات السماوية او الرسالية وهي اليهودية والمسيحية والاسلام. نحن نتحدث هنا عن السحر.

 ما هو السحر ؟

 السحر عبارة عن عملية تسليط نوع من الجن على انسان بقصد الايذاء نفسيا وبدنيا. والسحر عبارة عن عملية ابهار للناس العاديين بأفعال خارقة تسحر الالباب والعيون مثل ما قام به سحرة فرعون عندما القوا بالعصي وتحولت في اعين الناس الي افاعي تتلوي على الارض. الفارق ان السحر له انواع عديدة يقسمها المشتغلون فيه الى سحر محبة وسحر اسود, وسحر للعيون وغيرها. والسحر محرم في الاسلام ويعتبر من الكبائر التي اذا فعلها الانسان يكون قد ارتكب جرما كبيرا يتطلب الكثير لينال عفو الله عنه لانه فعل يحمل في طياته الشرك بالله, وايذاء الناس, ونشر الفساد. اعراض السحر والسحر عندما يصيب الانسان يظهر عليه بأعراض معينة, وقد لا يتسبب في ظهور اي اعراض نهائيا. اما عن اعراض السحر على الشخص المسحور فأولها تشتت الذهن, وسوء الحالة النفسية, النسيان الكثير, التثاؤب والميل للنعاس بشكل مستمر, والصداع المزمن الذي لا يذهب بمسكنات وعلاج. وهناك عدد من الاعراض الاشد وطأة على الانسان مثل الجنون او الاكتئاب الشديد. وهنا يهمنا ان ننبه ان تشخيص هذه الحالات على انها سحر لابد ان تأتي بعد ان يعرض الشخص نفسه على طبيب متخصص لتشخيص الاعراض طبيا, واذا كان لا يوجد اي سبب طبي لهذه الاعراض, او اعطي الطبيب وصفا لعلاجات ولم تنجح نهائيا في علاج هذه الاعراض , يفضل ان يعرض الشخص نفسه على طبيب اخر من اجل مزيد من الاطمئنان, ومن ثم تأتي خطوة الكشف عند شخص امين وعالم بأمور السحر والكشف عنه تأتي في النهاية, وهذا هو منهج الاخذ بالاسباب.


كيف يكتشف الانسان انه مسحور ؟


 الطريقة الابسط والاكثر مباشرة ان يلاحظ هذه الاعراض التي ذكرناها اذا كانت بلا سبب طبي, والطريقة الافضل هي ان يقرأ الانسان اوراد معينة من ايات القران التي تتحدث في السحر وملاحظة اي تغييرات تطرأ علي حالته ونفسيته, وفي حالة اذا اصابه اي عارض فيعرف انه مصاب بالسحر. ويبدأ فترة علاج نفسي يقترب فيه من الاحساس ببعض الروحانيات والتقرب من الله والاهتمام بالعبادة والطهارة. وهناك جانب يتخصص فيه بعض المشتغلين بالمجال ويسموه فك السحر وهذا عبارة عن استخدام تعويذات معينة مكتوبة في كتب عن السحر القديم غير متداولة ويحافظ المشتغلين بها على الاحتفاظ بأسرارها.^


علاج السحر

من أصيب بالسحر ليس له أن يتداوى بالسحر فإن الشر لا يزال بالشر ، والكفر لا يزال بالكفر، وإنما يزال الشر بالخير، ولهذا لما سئل عليه الصلاة والسلام عن النُّشرة قال : (هي من عمل الشيطان) والنشرة المذكورة في الحديث : هي حل السحر عن المسحور بالسحر . أما إن كان بالقرآن الكريم والأدوية المباحة والرقية الطيبة فهذا لا بأس به ، وأما بالسحر فلا يجوز كما تقدم ، لأن السحر عبادة للشياطين ، فالساحر إنما يسحر ويعرف السحر بعد عبادته للشياطين ، وبعد خدمته للشياطين ، وتقربه إليهم بما يريدون ، وبعد ذلك يعلمونه ما يحصل به السحر ، لكن لا مانع والحمد لله من علاج المسحور بالقراءة وبالتعوذات الشرعية ، بالأدوية المباحة ، كما يعالج المريض من أنواع المرض من جهة الأطباء ، وليس من اللازم أن يشفى ، لأنه ما كل مريض يشفى ، فقد يعالج المريض فيشفى إن كان الأجل مؤخراً وقد لا يشفى ويموت في هذا المرض ، ولو عرض على أحذق الأطباء ، وأعلم الأطباء ، متى نزل الأجل لم ينفع الدواء ولا العلاج ، لقول الله تعالى : ( ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها ) المنافقون/11 ، وإنما ينفع الطب وينفع الدواء إذا لم يحضر الأجل وقدر الله للعبد الشفاء ، كذلك هذا الذي أصيب بالسحر قد يكتب الله له الشفاء ، وقد لايكتب له الشفاء ، ابتلاء وامتحاناً وقد يكون لأسباب أخرى الله يعلمها جل وعلا ، منها : أنه قد يكون الذي عالجه ليس عنده العلاج المناسب لهذا الداء ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله عز وجل ) وقال عليه الصلاة والسلام : ( ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء ، علمه من علمه وجهله من جهله ) .

ومن العلاج الشرعي أن يعالج السحر بالقراءة ، فالمسحور يقرأ عليه أعظم سورة في القرآن : وهي الفاتحة ، تكرر عليه ، فإذا قرأها القارئ الصالح المؤمن الذي يعرف أن كل شيء بقضاء الله وقدره ، وأنه سبحانه وتعالى مصرف الأمور ، وأنه متى قال للشيء كن فإنه يكون فإذا صدرت القراءة عن إيمان ، وعن تقوى وعن إخلاص وكرر ذلك القارئ فقد يزول السحر ويشفى صاحبه بإذن الله ، وقد مر بعض الصحابة رضي الله عنهم على بادية قد لدغ شيخهم ، يعني أميرهم وقد فعلوا كل شيء ولم ينفعه ، فقالوا لبعض الصحابة : هل فيكم من راق ؟ قالوا : نعم فقرأ عليه أحدهم سورة الفاتحة ، فقام كأنه نشط من عقال في الحال ، وعافاه الله من شر لدغة الحية ، والنبي عليه الصلاة والسلام قال : ( لا بأس بالرقي ما لم تكن شركاً ) وقد رقى ورقي عليه الصلاة والسلام ، فالرقية فيها خير كثير ، وفيها نفع عظيم ، فإذا قرئ على المسحور بالفاتحة ، وبآية الكرسي ، وبـ ( قل هو الله أحد ) ، والمعوذتين ، أو بغيرها من الآيات ، مع الدعوات الطيبة الواردة في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم لما رقى بعـض المرضى : ( اللهم رب الناس ، أذهب البأس ، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً ) يكرر ذلك ثلاث مرات أو أكثر ، ومثل ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام رقاه صلى الله عليه وسلم بقوله : ( بسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، بسم الله أرقيك ) ثلاث مرات فهذه رقية عظيمة وثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يشرع أن يرقى بها اللديغ والمسحور والمريض ، ولا بأس أن يرقى المريض والمسحور واللديغ بالدعوات الطيبة ، وإن لم تكن منقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن فيها محذور شرعي لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا بأس بالرقي ما لم تكن شركاً ) ، وقد يعافي الله المريض والمسحور وغيرهما بغير الرقية وبغير أسباب من الإنسان ، لأنه سبحانه هو القادر عل كل شيء ، وله الحكمة البالغة في كل شيء ، وقد قال سبحانه في كتابه الكريم ( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ) يس /82 ، فله سبحانه الحمد والشكر على كل ما يقضيه ويقدره ، وله الحكمة البالغة في كل شيء عز وجل .

وقد لا يشفى المريض لأنه قد تم أجله وقدر موته بهذا المرض ، ومما يستعمل في الرقية آيات السحر تقرأ في الماء ، وهي آيات السحر في الأعراف ، وهي قوله تعالى ( وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين) /117-119 ، وفي يونس وهي قوله تعالى ( وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم ) إلى قوله جل وعلا ( ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون ) من أية 79 إلى أية 28، وكذلك آيات طه ( قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى  ) ... إلى قوله سبحانه ( ولا يفلح الساحر حيث أتى ) من أية 65 إلى أية 69 ، وهذه الآيات مما ينفع الله بها في رقية السحر ، وإن قرأ القارئ هذه الآيات في الماء وقرأ معها سورة الفاتحة ، وآية الكرسي وبـ ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين في ماء ثم صبه على من يظن أنه مسحور ، أو محبوس عن زوجته فإنه يشفى بإذن الله ، وإن وضع في الماء سبع ورقات من السدر الأخضر بعد دقها كان مناسباً ، كما ذكر ذلك الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في ( فتح المجيد ) عن بعض أهل العلم في باب ( ما جاء في النشرة ) . ويستحب أن يكرر قراءة السور الثلاث ، وهي ( قل هو الله أحد ) و( قل أعوذ برب الفلق ) ( وقل أعوذ برب الناس ) ثلاث مرات . والمقصود أن هذه الأدوية وما أشبهها هي مما يعالج به هذا  البلاء : وهو السحر ويعالج به أيضاً من حبس عن زوجته ، وقد جرب ذلك كثيراً فنفع الله به ، وقد يعالج بالفاتحة وحدها فيشفى ، وقد يعالج بـ ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين وحدها ويشفى . والمهم جداً أن يكون المعالِج والمعالَج عندهما إيمان صادق ، وعندهما ثقة بالله ، وعلم بأنه سبحانه مصرف الأمور ، وأنه متى شاء شيئاً كان وإذا لم يشأ لم يكن سبحانه وتعالى ، فالأمر بيده جل وعلا ، ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فعند الإيمان وعند الصدق مع الله من القارئ والمقروء عليه يزول المرض بإذن الله وبسرعة ، وتنفع الأدوية الحسية والمعنوية .

نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يرضيه إنه سميع قريب